أطلق وزير الأوقاف المصري، مختار جمعة، في ختام الملتقى ومن داخل دير سانت كاترين "ميثاق سانت كاترين للسلام العالمي".

وأكد الميثاق على أن رسالة جميع الأديان هي السلام، وأنه لا أمن ولا استقرار للعالم إلا بسلام عادل وشامل، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا باحترام آدمية الإنسان، دون النظر إلى جنسه أو لونه أو ديانته أو عرقه.

وأشار ميثاق سانت كاترين للسلام العالمي، إلى ضرورة عدم التدخل في شؤون الغير، كأحد المقومات الأساسية لاستتباب الأمن والسلام في العالم، كما دعا إلى ضرورة العمل المشترك من أجل مكافحة الإرهاب، الذي بات يشكل خطرا داهما على العالم.

وشدد الميثاق على أن أي دعم مادي أو معنوي لقوى الشر والإرهاب، هو عدوان على الإنسانية جمعاء، مشيرا إلى ضرورة تحقيق مفاهيم الأمن الاجتماعي وإعلاء قيم المواطنة في مواجهة النعرات الطائفية والعرقية.

من جانبه، اعتبر محافظ جنوب سيناء ورئيس الملتقى، اللواء خالد فودة، أن عقد الملتقى في سانت كاترين يوجه رسائل عديدة في أكثر من اتجاه، فهو رسالة سلام للعالم لتجاوز كل دعوات التطرف والإرهاب، ومن ناحية أخرى هو رسالة على استقرار الأوضاع في جنوب سيناء، ومن ناحية ثالثة رسالة محبة وأمان من قبائل بدو جنوب سيناء الذين يعيشون جنبا إلى جنب مع أشقائهم الرهبان، ويوفرون لهم كل سبل الراحة والأمان.

الراهب هارون

وداخل دير سانت كاترين يجلس هارون كغيره من رهبان الدير، ويستقبل الزائرين بابتسامة هادئة، حيث أمضى 4 عقود في مصر ويعيش داخل الدير منذ سنين.

ويقول الراهب هارون لـ"سكاي نيوز عربية" إن "سيناء بالنسبة لي هي أكثر الأماكن للراحة النفسية ومصر هي البلد التي تسع الجميع".

وأشار هارون إلى ما يحتويه الدير من ثاني أقدم مكتبة في التاريخ المسيحي بعد مكتبة الفاتيكان، لافتا إلى موضع مناجاة النبي موسى والشجرة التي رأى منها النار تظهر من خلالها، مضيفا: "هنا في سانت كاترين أجواء روحية عظيمة".

جولة داخل الدير والكنيسة

وخلال الملتقى، قام السفراء وممثلو الدول العربية والأجنبية بجولة داخل الدير، صحبهم خلالها وزير الآثار المصري خالد العناني.

وقال سفير الإمارات بالقاهرة، جمعة الجنيبي، إنه سعيد جدا بالمشاركة في الملتقى، وزيارة سانت كاترين والأجواء الروحانية، التي لمسها من خلال الزيارة وسماع الموسيقى الصوفية والترانيم المسيحية، وهي تعزف وتغنى في مزيج جميل دليل واضح على سماحة المصريين.

ويشاركه الرأي سفير الأردن للقاهرة، علي العابد، الذي أثنى على الملتقى وفكرته، وإطلاق ميثاق سانت كاترين للسلام، مشيرا إلى أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين أبناء الثقافات والديانات المختلفة.

أما ممثلة السفارة السويسرية، كارين ويك، فقد قالت إنها فخورة بالمشاركة، وسعيدة بزيارة الدير، وسانت كاترين هذا الموقع الآثري، الذي تدعو الناس في العالم أجمع لزيارته.

وتواصلت فعاليات المنتدى على مدار يومين، حيث تم تنظيم معرض للمنتجات السيناوية اليدوية، وأقيم حفل غنائي شاركت فيه فرق موسيقية تقدم أعمال مستوحاه من التراث القبطي والإسلامي، كما تم تنظيم عشاء بدوي على إيقاع الموسيقى التراثية السيناوية.