الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
ads
ads

تونس تختتم الدورة ال20 من أيام قرطاج المسرحية بعدد من الجوائز والتكريمات

الإثنين 17/ديسمبر/2018 - 04:24 م
دبي اليوم
تونس | كتبت |. وفاء بن صالح
طباعة
دبي اليوم | تونس | كتبت | وفاء بن صالح 
  في ظل اقبال جماهيري مكثف وعريض

 

تونس تختتم الدورة الـ 20 من ايام قرطاج المسرحية بعدد من الجوائز والتكريمات

 

تونس ـ دبي اليوم 

عاشت تونس لمدة اسبوع على وقع ايام قرطاج المسرحية وهو مهرجان دولي يقبل عليه التونسيون رغم ما تعيشه البلاد من أزمات متعددة منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي،ألا ان الاحتفاء بهذه التظاهرة يجد اقبال كبير من جمهور يجدد العهد مع المهرجان في كل سنة فيأتي بأعداد كبيرة لمتابعة العروض وتعبتبر فترة للخروج والتنزه ومشاهدة ما يعرض في الشوراع خاصة شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد تظاهرة يوم دون سيارة وهي تظاهرة اكتست بالعروض المسرحية وخاصة المقدمة للاطفال تابعت فيه الاسر التونسية هذه الانشطة الفرجوية على كامل يوم من العروض والزينة والرسومات على وجوه الاطفال وعروض العرائس في الشارع مما ولد حركية كبرى في قلب العاصمة،واختتمت الدورة الـ 20 من ايام قرطان المسرحية يوم 16 ديسمبر بتوزيع الجوائز على المتوجين بمختلف اصناف الجوائز التي رصدت هذه السنة ..

 

دورة استنطاق ذاكرة المهرجان واحتفاء بفلسطين 

انتظمت الدورة الـ 20 من أيام قرطاج المسرحية هذه السنة تحت شعار "استنطاق ذاكرة المهرجان"،متزامنة مع دخول مدينة الثقافة بالعاصمة حيز الاستغلال عبر احتضانها لعدد من العروض منذ اشهر عقب تدشينها من طرف رئيس الجمهورية التونسية الباجيقائد السبسي،وجاءت هذه الدورة محتفية بالمسرحيين العرب والافارقةمع الانفتاح على تجارب مسرحية جديدة مختلفة المنطلقات الابداعية..كما تم الاحتفاء بفلسطين عبر حضور لافت للنظر لعروض جاء في مقدمتها عرض الافتتاح الذي قدمته فرقة فلسطينية تحت عنوان "مروح ع فلسطين"،كما تعددت القراءات الشعرية الفلسطينية التي تلت العرض..كما قامت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية بتخصيص لقاء حول المسرح الفلسطيني في شكل تحية مقدمة للمسرحيين الفلسطنيين الذين يعملون في ظل الاحتلال في مسيرة فنية نضالية ضد المحتل ..وكان لعدد من الوجوه المسرحية والسينمائية الفلسطينية حضور في هذه الدورة الـ 20 ونذكر منها الفنان أحمد أبو سلعون والفنانة عرين عمرين التي تم تكريمها من طرف وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين،والتي اكدت في اعقاب ذلك انها فنانة تحمل الهم الفسطيني داخلها وتعمل الى جانب عدد من الفنانين على تثبيت حضور فلسطين في خريطة العالم عبر الفن الذي تعبره اداة لمواجهة المحتل ورفع راية فلسطين في كل المحافل الدولية..

دورة تكرم المسرحيين التونسيين والعرب والافارقة

اختارت الهيئة المديرة لايام قرطاج المسرحية تكريم عدد من المسرحيين التونسيين والعرب والافارقة الأحياء والأموات،وكان هذا التكريم بمثابة الحركة الرمزية التي قامت بها الهيئة المديرة تقديرا لدور الفنان وأهمية ما يقدمه للعالم من ابداعات،وكان من بين المكرمين صباح بوزويتة ولطيفة القفصي وصابر الحامي من تونس، وأحمد أبو سلعوم وعرين العمري من فلسطين وعبد الله راشد من الإمارات وخالد الطريفي من الأردن وحسن كوياتي من بوركينا فاسو وكارول مولنكاكارامارا من رواندا،اضافة إلى تكريم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، ومهرجان الفنون الركحية بأبيدجان تأكيدا من مشرفي هذه الدورة الـ 20 على البعدين العربي والافريقي للمهرجان المسرحي التونسي،علما وانه قد شارك في هذه الدورة 39 بلدا وبلغ العدد الاجمالي للعروض 150عرضا منها 16 عملا مسرحيا للأطفال،من اهمها مسرحية “مرّ” وهو عمل ضمن سياق "التعبيرات المسرحية العربية في المهجر" والتي تحكي قصة حياة شابة تستحضر ذكريات الجدة والجزائر، بأسلوب الـ"مونودرام" ،وهو صنف تعبيري فني غير مألوف في المسرح العربي، وكان العرض بسيط وتلقائي شد الجمهور لمدة ساعة قدمت الممثلة الفرنسية ازيادي باسكونانا، نص المؤلف المسرحي الجزائري الفرنسي أمين أدجينا..و كما عرض خلال هذه الدورة عدد من الاعمال العربية منها من المشاركات العربية مسرحية "هاملت بعد حين" للمخرج الأردني زيد خليل مصطفى، وهو عمل تم الجمع فيه بين النص الأصلي لشكسبير ونص الراحل ممدوح عدوان "هملت يستيقظ متأخرا وجاء العمل كرؤية فنية تسلط الضوء على الصراعات من أجل السلطة داخل العائلة في محاولة جريئة لتقديم مسرحية هاملت بنكهة عربية وكأنها محاولة لمساءلة الواقع العربي اليوم وما تدور فيه من صراعات على اقتسام النفوذ، وجاء العمل كرؤية فنية للمخرج طرح من خلالها الجمع بين التراث الأردني والفلسطيني في محاولة لتقريبه من الواقع المعاش في عالمنا العربي وما يدور فيه من صراعات عمقت الازمة المعيشية للمواطن..

عروض خارج العاصمة تكسر المركزية الثقافية 

في إطار المساهمة في كسر المركزية الثقافية للعاصمة،إرتأت ادارةالدورة الـ 20 لأيام قرطاج المسرحية أن تكون هناك فعاليات للمهرجان خارج العاصمة،عبر تخصيص 35 عرضا مسرحيا تم توزعها علىمناطق تونسية ،منها مدينة الكاف في الشمال الغربي والتي اشتهرت بفن المسرح وفيها مركز للفنون الركحية والدرامية احتضن الفضاء المخصص له بعض العروض.،اضافة إلى ان مدن اخرى مثل القيروان وقفصة وصفاقس ومدنين وتطاوين والمهدية وقبلي وجندوبة، شهدت عروضا في إطار المهرجان ساهمت في ترسيخ اللامركزية الثقافية واقتربت من جمهور المناطق الداخلية ..

عروض تونسية تشهد إقبال جماهيري عريض

"ذاكرة قصيرة" لوحيد العجمي، و"جويف" للمخرج حمادي الوهايبي،كانا من الاعمال التي مثلت تونس في المسابقة الرسمية للدورة الـ20، حيث شهد عرضهما إقبالا جماهيريا كبيرا،كان اقبالا منتظرا حيث اذ أن جهور ايام قرطاج المسرحية يظهر كل سنة تعطشا كبيرا لمتابعة الاعمال المعروضة سواء ضمن المسابقة الرسمية أو خارجها،إضافة إلى أن العروض التنشيطية الموازية التي أقيمت في الشارع الرئيسي للعاصمة والندوات الفكرية والملتقيات العلمية والورشات التدريبية قد وجدت اهتمام جماهير المهرجان كبارا وصغارا..

ممثل عاري على ركح المسرح البلدي يثير الفزع والانتقاد 

أثار خروج الممثل السوري حسين مرعي على الركح عاريا تماما في أحد العروض، حالة من الفزع في القاعة ودفع عددا كبيرا من الجماهير التي لم تكن على علم بالمشهد إلى مغادرة المسرح البلدي. وكان مرعي بصدد أداء دوره في مسرحية بعنوان “يا كبير” على خشبة المسرح البلدي بقلب العاصمة التونسية..وانقسمت ردود الفعل من مؤيد لحرية التعبير ومن منتقد لمثل هذه الممارسات التي اعتبرها لا اخلاقية ،في حين برر الممثل ما قام به بأنه فضح للنظام السوري الذي يمارس القمع على شعبه أمام صمت العالم ولا مبالاته،ورغم ذلك فإن الهيئة المديرة للمهرجان لم تقبل تبريره وقامت بالتنديد بما قام به عبر بيان للرأي العام عبرت خلاله عن رفضها لمثل هذه الممارسات التي اعتبرتها لا مسؤولة ومخلة بالعقد الأخلاقي بين الممثل ولجان الفرز وهيئة المهرجان،مذكرة أنه لم ترد في شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض التي ستشارك في المهرجان، مثل هذا المشهد العاري،لكن موقف إدارة المهرجان قوبل بدوره تنديدا من قبل نخب ومثقفين تونسيين اعتبروا أن البيانالصادر للرأي العام انما هو بمثابة المس بحرية التعبير وتقييدا للفن، معتبرين أن الفن لا حدود له وأن الجسد حين يؤدي دوره المسرحي ليس هو جسد الشخص الذي يمثل، فالجسد على الركح يصبح جزءا من جمالية تتجاوزه وعلامة في سينمائية النص،مؤكدين على رفضهم لما سموه "الشعبويّةالتي تأتي من جمهور لا يذهب إلى المسرح ولا يدرك قوانينه الجماليّة وقواعد إنتاج الدلالة فيه.

الجوائز الرسمية للدورة الـ 20 لأيام قرطاجالمسرحية 

آلت جائزة أفضل عمل متكامل لمسرحية ذاكرة قصيرة لوحيد العجمي من تونس،أما جائزة أفضل إخراج لمسرحية جويف من تونس كذلك وهي من اخراج المخرج التونسي حمادي لوهايبيوفازت مسرحية تصحيح ألوان من سوريا بجائزة أفضل نص مسرحي وهي مسرحية للمخرج سامر محمد اسماعيل،أما الجائزة الرابعة وهي جائزة أفضل سينوغرافيا فكانت من نصيب مسرحية تقاسيم على الحياة من العراق للمخرج العراقي جواد الأسدي،وبالنسبة لجائزة أفضل أداء نسائي فكانت من نصيب سيسيل كنكوندا من رواندا عن مسرحية جدران جدران وذهبت جائزة أفضل أداء رجالي للمثل يوسف المقبل من سوريا عن دوره في مسرحية تصحيح ألوان،أما جائزة صلاح القصب فكانت من نصيب الممثلة التونسية زهيرة بن عمار صاحبة فضاء السنديانةوالفنان التونسي رؤوف بن عمر،أما جائزة أفضل عمل مسرحي للمودعين داخل المؤسسات السجنية والإصلاحية فكانت لمسرحية الرجة من انتاج سجن قفصة بتونس،أما جائزة التنوع الثقافي المنظمة الدولية للفرانكفونية فكانت لمسرحية rescap’art من السنيغال،وكانت جائزة الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين من نصيب المخرج التونسي حسن المؤذن،وآلت جائزة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين نجيبة الحمروني لحرية التعبير للمسرحية التونسية الهربة للمخرج غازي الزغباني،أما جائزة أحمد معاوية لأحسن هيكل منتج لفن الضفتين فكانت للمخرج التونسي حافظ خليفة، وذهبت جائزة الإتحاد العام التونسي للشغل لأفضل تقنية مسرحية لمسرحية القادمون للمخرج التونسي محمد النصريلمركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف..

وفاء بن صالح 

صورة:

 


ads
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟